حالة من القلق تنتاب العديد من المواطنين الذين يتعاملون بنظام التقسيط سواء من المحلات مباشرة أو عن طريق العديد من تطبيقات التقسيط التي انتشرت مؤخرًا عبر الهواتف المحمولة، لذلك يقدم لكم موقع معلومة نيوز الرد على هذا التساؤل الذي يشغل بال الكثيرين.
ما هو مفهوم الربا في الإسلام؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الذهب بالذهب مثلًا بمثل، سواء بسواء، يدًا بيد، والفضة بالفضة مثلًا بمثل، سواء بسواء، يدًا بيد، والبر بالبر والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلًا بمثل، سواء بسواء يدًا بيد، فمن زاد، أو استزاد؛ فقد أربى».
طبقًا للشريعة الإسلامية فإنه لا يجب للمسلم أن يبيع الدرهم بدرهمين لا دينارًا بدينارين، أي لا يجوز أن تقرض زميل لك أو جارك أو قريب لك مبلغًا من المال وعندما يرده لك تأخذ مبلغ أكبر من المبلغ الأساسي، بمعنى أنك عندما تقرض زميلك لك 1000 جنيه، فإنك تسترد المبلغ 1000، فهذا مباح، لكن إذا اشترطت على زميلك أو شقيقك أن يرد المبلغ الذي أقرضته بزيادة، أي أن الـ 1000 جنيه تعود لك 1200، فهذا ربا واضح.
متى يكون البيع بالتقسيط ربا؟
البيع بالتقسيط والفوائد ليس ربا ولا شيء فيه بشرط أن تكون السلعة المباعة بالتقسيط ملك لبائعها، وطالما كانت ملك البائع فمن حقه أن يبيعها بالتقسيط مقابل زيادة المبلغ المالي المتفق عليه.
طبقًا لعلماء الدين الإسلامي فإن التقسيط بفائدة ليس له علاقة بالربا، وذلك لأن البيع بالتقسيط يأخذ وقت طويل ودفع ثمن السلعة بالتقسيط يحتاج إلى الوقت لذلك أباح العلماء زيادة سعر السلعة المباعة بالتقسيط كون البائع يقوم بتحصيل ثمنها على مدة طويلة مما يستلزمه زيادة سعرها حتى لا يتعرض لخسارة مالية.
الربا كما هو معروف لدى الجميع أنه الحصول على مبلغ ورده بمبلغ أكبر منه وهذا هو الربا الصريح أما البيع بالتقسيط فليس له علاقة بذلك على الإطلاق، وطبقًا لما رواه الصحابة وعدد من الفقهاء فإنه جرت العادة بين المسلمين من عهد النبي صلى الله عليه وسلم بأن البيع إلى أجل يكون فيه الزيادة.
هل يجوز البيع بالتقسيط مع زيادة ثمن السلعة؟
طبقًا لما نقله لنا العلماء فإنه في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فإنه إذا كانت السلعة تساوي مائة باعها بمائة وعشرين أو بمائة وثلاثين، مائة وأربعين، مائة وخمسين على حسب الأجل الذي سيتم فيه سداد كامل المبلغ المطلوب في البضاعة.
فكرة جواز البيع بالتقسيط نظير الفوائد وزيادة مبلغ السلعة يرجع إلى أن المشتري يستفيد بالسلعة فور شرائها بالتقسيط في حين ينتظر البائع فترة حتى يستطيع تحصيل ثمنها مما يعني إمكانية ارتفاع سعرها بالإضافة إلى أن البائع يعتمد دائمًا على بيع السلعة وشراء مثيلها حتى تستمر تجارته، وبيعها بالتقسيط يعوق شراء مثلها خاصة أنه لا يحصل ثمنها مرة واحدة مما يتيح له إمكانية الاستفادة بفوائد التقسيط.
ليه القسط مش حرام؟
من جانبه أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف أن البيع بالتقسيط لا يعتبر ربا ولا جرم فيه أو فساد، وذلك استنادًا على قول الإمام ابن القيم رحمه الله: «إذا توسطـت السلعـة بيـن عـوضين، فلا ربـا»، مشيرًا إلى أن بيع التقسيط جائز.
طالب كريم أصحاب الشركات والمحال التجارية التي تبيع بالتقسيط أن تترفق بعملائها وزبائنها في فوائد التقسيط حتى يبارك لهم الله سبحانه وتعالى، لا سيما أن الإسلام لم يحدد سقف أعلى للربح، مشددًا على أن الزيادة في القسط ليست ربا.
