من الإسكندرية إلى أسوان.. حكايات المستريح

كتب ــ محمود حسين:

خلال الأعوام القليلة الماضية بدأ يتردد في أسماع المصريين مصطلح «المستريح» الذي أصبح يشير إلى النصاب الذي يجمع أموالاً طائلة من المواطنين بداعي تشغيلها وإعطائهم أرباح شهرية طائلة ثم يهرب بعد ذلك بالأموال دون أن يعطيهم أي شيء.

لماذا يتم إطلاق اسم «المستريح» على النصابين

بمجرد أن يظهر أحد الأشخاص الذي يقوم بالنصب على المواطنين فيتم إطلاق اسم مستريح عليه مما دعا الكثير للسؤال عن سبب تسميه النصابين بهذا الاسم، ويرجع السبب في ذلك أن أحد النصابين الذين اشتهر منذ عدة سنوات في الصعيد كان اسمه أحمد مصطفى إلا إنه كان يشتهر بين أهله وجيرانه بلقب «المستريح» حتى أصبح هذا الاسم مرتبط بأي شخص يجمع أموال من المواطنين ويهرب.

«المستريحة»

إطلاق اسم «المستريح» لم يتوقف على الرجال فقط بل وصل للسيدات فأي سيدة تتبع نفس الطريقة الملتوية في جمع الأموال من البسطاء يتم إطلاق لقب «المستريحة» عليها وهو ما حدث مع إحدى السيدات بكرداسة وأخرى في محافظات الغربية والمنوفية والإسماعيلية حتى أصبح هذا الاسم سيئ السمعة.

أشهر «مستريح» في مصر

مصطفى البنك هو أشهر المستريحين خلال الساعات الأخيرة حيث ذاع صيته بسبب المبالغ الطائلة التي وصلت إلى نصف مليار جنيه من المواطنين في محافظة أسوان، لدرجة أنه كان لا يشترط الحصول من ضحاياه على الأموال بل كان يأخذ منهم المواشي بمبالغ أعلى من سعرها ويبيعها بسعر أقل من السوق وبهذه الطريقة الملتوية استطاع جمع مبالغ طائلة حتى أصبح أكثر المستريحين حصولاً على الأموال من الضحايا الذين وثقوا فيه.

قصة صعود مصطفى البنك ليكون أشهر مستريح في مصر

«مصطفى البنك» عمره لا يتجاوز الـ 35 عامًا، وهو مسجّل خطر، وسبق سجنه على ذمة قضية جنائية، وكان يعمل سائق «توك توك»، أعلن في مارس الماضي في قريته وتضم 14 نجعًا قيامه بتشغيل الأموال لمن يريد وسيضاعف له الفلوس بعد 21 يومًا.

كان مصطفى البنك يأخذ من ضحاياه مواشيهم على أن يرد لهم الأموال بعد فترة، وبالفعل التزم بوعوده في بادئ الأمر ليذيع صيته بين أهالي أسوان الذين حضروا إليه بالمئات رغبةً منهم في استثمار أموالهم.

بدأ مصطفى البنك في تشغيل عدد من أقاربه معه ليجمع كل منهم المواشي والأموال من الضحايا، وبلغت أجرة مساعدي المستريح 5 آلاف جنيه في اليوم الواحد، فسعى إليه كثير من الشباب لمساعدته، وبعد تأخر المستريح في سداد الأرباح النّاس بدأت تقلق وتجمهرت أمام منزله.

آخر محاولات المستريح في الهرب عندما قام بتصوير فيديو ونشره على فيسبوك بينما كان يرتدي جلبابًا وعلى رقبته فوطة وحوله أموال طائلة، وبه تظهر سيارات قال إنها تنقل الأموال لمستحقيها، وتبينّ أن ما صوره كان مناورة منه للهروب من العدالة بعد تجمهر المئات أمام منزله مطالبين برد أموالهم.

القبض على مصطفى البنك

بعد ورود مئات البلاغات ضد مستريح المواشي واختبائه فى إحدى المناطق الجبلية بمركز أدفو نفذت حملة مشتركة من مباحث أسوان والأمن العام مداهمة لموقع اختباء المستريح وجرى القبض عليه.

العقوبة المنتظرة لـ «المستريح»

يتساءل العديد من المواطنين الذين يقعون ضحية للنصابين عن العقوبة المنتظرة لـ”المستريح” الذي يجمع الأموال من المواطنين ثم يهرب، موقع «معلومة» يوضح لكم العقوبة المنتظرة وذلك وفقًا للمادة 336 من قانون العقوبات.

تتراوح عقوبة المتهم في كل قضية من الحبس 24 ساعة إلى 3 سنوات، وفي حالة تعدد المحاضر في حالة ثبوت الجريمة فأقصى عقوبة 3 سنوات.

وتنص المادة 336 عقوبات على أنه “يُعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال”.

مستريح أسوان استولى على نصف مليار جنيه من ضحاياه بزعم توظيفها في تجارة المواشى، وقد صاحب القبض عليه جدلا واسعا بعدما تسبب في استشهاد قادة في الشرطة أثناء ملاحقته، ونجحت الأجهزة المنية في القبض عليه وتولت النيابة العامة التحقيق.

أشهر المستريحين خلال الفترة الأخيرة

مستريح المنوفية استولى على 200 مليون جنيه.
مستريح السويس استولى على 40 مليون جنيه وهو موظف في شركة خاصة بالسويس.
مستريح الإسكندرية استولى على14 مليون جنيه.
مستريح القليوبية استولى على 5 ملايين جنيه من أهالي قليوب.
مستريح الدقهلية استولى على 750 ألف جنيه حيث أوهم عدد من الضحايا باستثمار الأموال فى تجارة الأدوية.