شهر رمضان الكريم من الأيام المباركة التي يجب على كل مسلم اغتنام هذا الشهر الكريم والفضيل خاصة أن به خيرات وأفضال كثيرة، فهو شهر الصيام وتلاوة القرآن والعتق من النيران والإحسان، وتضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه السيئات وترفع فيه الدرجات وتجاب فيه الدعوات.
ماذا تقول في نية صيام رمضان؟
أكد الدكتور علي جمعة ــ مفتي جمهورية مصر العربية السابق ــ أن نية صيام شهر رمضان لها أهمية كبيرة خاصة أنها هي المسؤولة عن تحديدهدف الإنسان ووجهته وقصده في كثير من الأمور، مشيرًا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يتعلق بنية الصوم: «مَـــن لــــم يَجْمَـــعِ الصّيَــــام قَبْـــلَ الْفَجْـــرِ فـــلا صِيـــام لَـــه» رواه الأربعة واللفظ لأبي داود والترمذي، والإجماع هنا هو الإحكام والعزيمة.
قال مفتي جمهورية مصر العربية الأسبق الدكتور علي جمعة: «النية محلها القلب، ولا يشترط النطق فيها باللسان، والنية في الصوم إما ركن أو شرط على اختلاف الفقهاء»، مشددًا على أن بعض الأئمة رأوا أنّه يجب تجديد النيّة بشكل يومي خلال شهر رمضان الكريم، مؤكدين أنه يجب تبييت النية ليلًا قبل الفجر، وأن يعيِّن الصائم صومه إذا كان فرضًا بأن يقول: «نويت صيام غد من شهر رمضان».
استكمل جمعة كلامه قائلًا: «بعض الفقهاء الآخرين يرون أنّ القدر اللازم من النيّة هو أن يعلم بقلبه أنّه يصوم غدًا من رمضان، ووقت النيّة عندهم ممتد من غروب الشمس إلى ما قبل نصف النهار إن نسي في الليل أن ينوي إلى ما قبل نصف النهار حيث يكون الباقي من النهار أكثر مما مضى، وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة في كل صوم يلزم تتابعه كصوم رمضان».
هل يجب ذكر نية الصيام كل يوم في رمضان؟
ختم المفتي السابق كلامه بأنه إذا استطاع الإنسان أن يعقد النية كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل، لكن إذا كان يخشى المسلم من النسيان أو السهو فيمكنه أن ينوي الصيام في أول ليلة من رمضان أنّه سيصوم بمشيئة الله تعالى شهر رمضان الحاضر لوجه الله.
كيف تكون نية صيام رمضان؟
اختلف الفقهاء في نية صيام شهر رمضان، فهناك من أكد على ضرورة أن يتم تبييت النية بشكل يومي، وهناك من أكد أنه يمكن أن تكون النية واحدة قبل بداية الشهر الكريم.
عند جمهور الفقاء فإنه من الواجب تبييت النية من الليل للصوم الواجب، ويروا أن تبييت النية شرط في صحته عند الجمهور، بينما اختلف هؤلاء الجمهور هل تكفي نية واحدة في أول كل صوم يجب تتابعه، كصوم رمضان، أم لا بد لكل يوم من نية مستقلة مبيتة في ليلته.
من ناحيته رجح العلامة ابن عثيمين في الشرح الممتع مذهب المالكية، والرواية الثانية عن أحمد، وهي إجزاء النية في أول الشهر، ما لم يتخلل الصوم قطع له لعذر -كسفر، أو حيض- حيث قال ابن عثيمين يجب أن ينوي كل يوم بيومه، وهو ما يعني أنه خلال شهر رمضان الكريم نحتاج إلى 30 نية.
في حين أكد بعض أهل العلم إلى أن ما يشترط فيه التتابع، تكفي النية في أوله، ما لم يقطعه لعذر، فيستأنف النية، مما يعني أنه إذا نوى الإنسان أول يوم من رمضان أنه صائم هذا الشهر كله، فإنه يجزئه عن الشهر كله، ما لم يحصل عذر ينقطع به التتابع، كما لو سافر في أثناء رمضان، فإنه إذا عاد للصوم يجب عليه أن يجدد النية.
هل يجب التلفظ بالنية في القلب؟
لا يشترك في النية أن نتلفظ بها، فبعض الفقهاء يرون أن التلفظ بالنية غير مشروع من الأساس، ويؤكدون على وجهة نظرهم بأن الشخص الذي يريد الصلاة لا يجب أن يقول نويت أصلي أن كذا وكذا، ولا نويت أن أطوف، أو أسعى لا، فالنية محلها القلب، الدليل على هذا الكلام أيضًا أن الشخص الذي يريد أن يتوضأ لا يقول نويت الوضوء أو الاغتسال لأن النية محلها القلب والأعمال بالنيات.
هل يجوز صيام القضاء بدون التلفظ بالنية؟
لا يمكن الصيام بدون نية مسبقة خاصة إذا كان صيام قضاء ما عليه من رمضان، ولا يجوز له أن ينوي الصيام في صباح اليوم الذي سيصومه لا سيما أن تعيين النية في صوم القضاء واجبٌ من الليل وقبل الشروع في الصيام بدخول وقت الفجر.
أما بالنسبة للتلفظ بالنية فهذا غير مطلوب لأن النية محلها القلب كما سبق وأن ذكرنا في هذا المقال، حيث أكد الفقهاء يكفي للإنسان أن ينوي الصيام بدون التلفظ به.