الحلم والرؤيا.. الكثير منا يريد معرفة الفرق بينهما خاصة الأشخاص المهتمين بتفسير الأحلام، لذلك نقدم لكم في السطور التالية الفرق بين الإثنين.
كيف اعرف اذا كانت رؤيا او حلم؟
في البداية يجب أن نعرف أن ما يراه الإنسان في المنام من الممكن أن يكون شيئًا من الأقسام الثلاثة التالية:
1- حديث النفس.
2- الحلم الذي يأتي من الشيطان.
3- الرؤيا، وهي من اللله سبحانه وتعالى.
الرؤيا، هي مشاهدة الشخص النائم لأمر محبب بالنسبة له، وهي كما سبق وأن ذكرنا أنها من الله سبحانه وتعالى، وقد يراد بها تبشير بخير، أو تحذير من شر، أو مساعدة وإرشاد.
أما الحلم فهي الشيء المكروه الذي يراه النائم أثناء نومه وهو من الشيطان الرجيم ويجب على الشخص الذي يرى حلمًا مكروهًا أن يتعوذ بالله منه ويبصق عن يساره ثلاثًا، وأن لا يحدث به، فمن فعل ذلك لا يضره، ومن المستحب أن يتحول عن جنبه، وأن يصلي ركعتين.
أما حديث النفس فهو ما يراه النائم وليس حلم ولا رؤيا ويسمى أيضًا أضغاث أحلام ويكون عبارة عن أحداث ومخاوف في الذاكرة والعقل الباطن، يتذكرها ويعيد تكوينها مرة أخرى أثناء النوم، فلا يجب الالتفات إليه، إلا من باب معرفة النفس.
كيف نميز بين الحلم والرؤيا؟
– فيما يخص الفرق بين الرؤيا والحلم، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول: «إذا رأى أحــدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدِث بها، وفي رواية: فلا يحدث بها إلا من يحب ـ وإذا رأى غير ذلك ممــا يكره، فإنمــا هــي من الشيطان، فليستعــذ من شــرها، ولا يذكرهــا لأحــد، فإنها لا تضــره».
وفي موطأ الإمام مالك برواية الإمام محمد بن الحسن: في قوله صلى اللّه عليه وسلم: «الرؤيا الصالحة من اللّه، والحلم من الشيطان»، فيه بيان أنه ليس كل ما يراه الإِنسان في منامه يكون صحيحاً، إنما الصحيح فيه ما كان من اللّه يأتيك به ملك الرؤيا من نسخة أمّ الكتاب، وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها، وهي على أنواع: قد يكون من فعل الشيطان يلعب بالإِنسان، أو يريه ما يحزنه.
ما هو وقت الرؤيا في المنام؟
– توقيت الرؤيا دائمًا يكون من بعد الساعة 12 منتصف الليل، حتى الفجر وتحديداً الثلث الأخير من الليل، والرؤية الصادقة تأتي بشكل مباشر ورسائل محددة للشخص حتى تنبؤه بخبر مهم فى حياته أو عن موضوع يشغل باله أو أن تحذره من حدث مهم.
كيف أفرق بين الرؤيا واضغاث الأحلام؟
– يقول القادري: «الرؤيا الصادقة ورؤيا الحقّ لا يدَ للعبد فيها، لأنها من عند الله تعالى يحملها ملك الرؤيا، وهي جديرة بالتأويل والتعبير من أهل العلم والمعرفة، وهي واقعة إن أراد لها الله سبحانه وتعالى ذلك»، يستكمل القادري كلامه قائلًا: «الرؤيا الكاذبة وأضغاث الأحلام فتتأثر بنفس الرائي وحاله، فيرى في نومه ما تحدِّثه به نفسه، ويتسلل الشيطان إلى منامه من أعماله وأفكاره ونواياه، فإن رأى الإنسان في نومه ما يرغب أو يرهب ولم يكن من شاهدٍ على صدق الرؤيا كانت كاذبة من حديث النفس أو من الشيطان».
– الرؤيا الصادقة الصالحة فيها بشارةٌ أو نذارة، وأمر الرائي فيها بيد الله تعالى وهو القادر والعالم بالغيب، وأما الأحلام والرؤى الكاذبة فلا حكمة من تأويلها، وهي تحزينٌ للمؤمن لا يمكن أن يقع منها ضررٌ أو تقع منها منفعة بغير مشيئة الله، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة المجادلة: «إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ».
متى تكون الرؤيا صادقة؟
– بينما يقول ابن سيرين: «جميع الرؤى من الله الخير منها والشرّ، وتنسب الأحلام والأباطيل إلى الشيطان لأنه يدعو له، لكن الشيطان لا يقدر على خلق الرؤيا أو الحلم، وإنما الله هو الخالق لكل ما يراه الإنسان في نومه ويقظته، والباطل منسوب للشيطان لأنه يحمله، والحق منسوب لله تعالى يحمله ملك الرؤى».
– في حين يقول أبو سعيد الواعظ: «الرؤيا الصحيحة منبئة عن حقائق الأعمال، منبّهة على عواقب الأمور، إذ منها الآمرات والزاجرات، ومنها المبشرات والمنذرات وليس في الرؤى الكاذبة وأضغاث الأحلام شيءٌ من ذلك، فالحلم الكاذب والرؤيا الباطلة لا تحمل للرائي بشارة ولا نذارة، ولا تأمره ولا تزجره، ولا يكون له منها ضررٌ أو منفعة إلّا ما شاء الله، وقد يصيبه من الرؤى الباطلة حزنٌ وكدر من الشيطان.
– بينما يقول الإمام الصادق: «الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجها واحد، وأما الرؤيا الباطلة الكاذبة يراها الإنسان في أول الليل، وهي مما يخيل إليه ولا يصح تأويلها ولا خير فيها، وأما الرؤيا الصادقة الصالحة يراها الإنسان في الثلث الأخير من الليل -السَّحَر- وهي صادقة لا تختلف إلّا أن يكون النائم على غير طهارة».