الطلاق وتفاصيله المختلفة من الأمور الشائكة والتي اختلف عليها الفقهاء وعلماء الدين الإسلامي لذلك يكثر البحث عبر محرك البحث جوجل عن كيفية رد الزوجة المطلقة وفقًا للشرع والقانون وهذا ما سنوضحه لكم في السطور التالية.
هل يجوز للرجل أن يرد زوجته بعد الطلاق؟
يحق للرجل أن يرد زوجته إلى عصمته ما دامت في فترة العدة وذلك وفقًا لما أعلنته دار الإفتاء المصرية، مشيرة إلى أنه لا يشترط لصحة الرجعة رضا الزوجة ولا علمها ولا حضور شهود لها، وإنما ينبغي له أن يشهد عليها خشية أن تنكرها الزوجة بعد انقضاء عدتها فيعجز عن إثباتها.
ما الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن؟
قالت دار الإفتاء المصرية في ردها على إحدى الفتاوى: «الطلاق الرجعي هو الذي يملك الزوج بعده أن يعيد المطلقة إلى الزوجية بالقول أو بالفعل من غير عقد جديد ما دامت في العدة، فهو لا يغير شيئا من أحكام الزوجية، فلا يزيل الملك ولا يرفع الحل، وليس له من أثر إلا نقص عدد الطلقات التي يملكها الزوج على زوجته».
شددت دار الإفتاء في ردها قائلة: «الطلاق الذي يوقعه الزوج يكون كله رجعيًا إلا في حالات ثلاث: الطلاق قبل الدخول حقيقة والطلاق في مقابلة مال والطلاق المكمل للثلاث، فكل طلاق من الزوج يقع رجعيًا إلا في هذه الثلاث».
أدت الإفتاء المصرية على ضرورة أن يبلغ الزوج زوجته إذا أعادها إلى عصمتها حتى لا تتزوج بغيره بعد انقضاء مدة العدة ظنًا منها أنها بانت بانقضائها، وكما تكون الرجعة بأي قول يصدر منه يدل على معناها مثل: «راجعتك أو راجعت زوجتي»، تكون بالفعل وهو الوقاع ودواعيه التي توجب حرمة المصاهرة سواء كانت منه أو منها، وإذا انقضت عدة المطلقة رجعيا بانت ولا تصح مراجعتها، بل لا بد لإعادة زوجته من عقد ومهر جديدين بإذنها ورضاها».
استكملت دار الإفتاء المصرية كلامها قائلة: «متى صدر لفظ الطلاق من المطلق فلا يجوز له شرعًا الرجوع فيه، ويحتسب من عدد الطلقات الثلاث التي يملكها الزوج على زوجته وإنما يجوز له فقط مراجعة زوجته ما دامت في عدته من هذا الطلاق، ويستوي في كل ذلك ما إذا كان الطلاق محررًا أو غير محررًا».
أما فيما يخص الفرق بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن فقد قالت الإفتاء المصرية: «الطلاق الرجعي هو الذي يجوز للزوج خلاله مراجعة الزوجة، ولكن يتحول إلى طلاق بائن إذا انتهت عدة المطلقة مِن غير أن يراجِعها زوجها.
أوضحت دار الإفتاء أن عدة المطلقة تنتهي بعد 3 أشهر من الطلاق إذا كانت المطلقة قد أَيسَت مِن الحيض، وبوضع الحمل إن كانت حامِلًا، مشددة على أن المعتدة إن كانت مِن ذوات الحيض فعدتها ثلاث حيضات عند بعض العلماء، أو ثلاثة أطهار عند بعض، لافتةً إلى أن المعمول به في مصر هو أن العِدَّة تنتهي بمرور ثلاث حيضات على المطلَّقة بحيث تكون بداية أُولاها بعد الطلاق، ويعرف ذلك بإخبار المطلقة.
ما هو الطلاق البائن؟
من جانبه أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الطلاق البائن في الإسلام له صورتان، الأولى البائن بينونة صغرى والثاني البائن بينونة كبرى، مضيفًا: «الرجل إذا طلق زوجته ثلاث طلقات فهي البينونة الكبرى، ولا تحل له إلا أن تنكح زوجًا آخر ثم إذا طلقها هذا الأخير جاز للأول الزواج بها».
تابع الشيخ أحمد وسام، أنه إذا قام الرجل بتطليق زوجته الطلقة الأولى أو الثانية ثم تركها حتى انقضت عدتها ، ولم يراجعها فهي البينونة الصغرى، مشيرًا إلى أن الطلاق البائن هو: خروج المطلَّقة من زوجيتها تمامًا، وانتهاء علاقتها الزوجية بمطلِّقها؛ بحيث لا تبقى أية ارتباطات زوجية بينهما؛ مِن وجوب نفقتها، ووجوب طاعتها له في المعروف، وميراثِ أحدِهما مِن الآخر عند الوفاة، وغير ذلك.
ماذا يقول الزوج عند إرجاع زوجته بعد الطلاق؟
– إذا أراد الزوج إعاد زوجته إلى عصمته خلال مدة العدة فيجب عليه أن يقول الكلمات التي تدل على رجوعها إليه مثل «أنا رجعت زوجتي لعصمتي»، أو «أمسكت زوجتي» أو «رددتك إلى عصمتي» أو أي من الكلمات التي تدل على إعادتها لعصمته مرة أخرى طالما في فترة العدة.
– من الأفضل أن يشهد شاهدان عدل على إعادة زوجته فيقول لهما: «أشهد أني أعدت زوجتي لعصمتي»، أو «أمسكت زوجتي»، أو «قمت بإعادة زوجتي لعصمتي».