لا صوت يعلو خلال الوقت الحالي في عالم الاقتصاد على صوت البريكس والعملة المقترحة التي ستحمل هذا الاسم، مما جعل البعض يفكر فيما سيحدث إذا تم إعلان هذه العملة رسميًا وتم تداولها بين الدول الأعضاء والاستغناء عن المعاملات الدولاية.
ما هو تجمع بريكس؟
بدأت فكرة تجمع البريكس في عام 2006 عندما أنشأت البرازيل وروسيا والهند والصين مجموعة “بريك” ثم انضمت بعد ذلك دولة جنوب أفريقيا في عام 2010، لتصبح بذلك “البريكس” وتم تصميم المجموعة لجمع أهم الدول النامية في العالم، لتحدي القوة السياسية والاقتصادية للدول الأكثر ثراءً في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.
تمت دعوة مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتصبح أعضاء اعتبارًا من 1 يناير 2024، ودُعيت الأرجنتين أيضًا للانضمام، لكن الرئيس خافيير مايلي انسحب في ديسمبر 2023، بعد وقت قصير من توليه منصبه.
تحدد مجموعة البريكس باستمرار الأولويات وتتخذ القرارات في القمة السنوية. ويتناوب الأعضاء على العمل كرئيس لمدة عام، ولم يتم الإعلان عن اسم المجموعة الموسعة بعد، ولكن قد يكون “Brics+”.
ما هي عملة بريكس؟
فكرة طرح عملة باسم البريكس كانت من اقتراح الرئيس البرازيلي دا سيلفا الذي طالب بتدشين عملة مشتركة للتجارة والاستثمار فيما بين دول البريكس، كوسيلة للحد من تعرضها لتقلبات أسعار صرف الدولار، وقدم الرئيس البرازيلي هذا الاقتراح في قمة البريكس في جوهانسبرج.
في حين أكد عدد كبير من المسؤولين وخبراء الاقتصاد حول العالم إلى وجود صعوبات كثيرة في انتظار هذا المشروع نظرا للفوارق الاقتصادية والسياسية والجغرافية بين الدول الأعضاء بالإضافة إلى مشاكل أخرى تحول دون تطبيق هذه الفكرة بشكل رسمي، لذلك يرى محللون أن عملة «بريكس» لن تكون عملة في حد ذاتها، بمعنى أنها لن تتخذ شكلاً مادياً، إنما ستكون افتراضية ومن المرجح أن تُستخدم حصرياً على منصة الدفع المسماة «إم بريدج».
ما هو البريكس وما هدفه؟
– البريكس هي تجمع طبيعي للغاية للدول ذات السيادة حيث تجمع بين الاقتصادات الناشئة لتحقيق التنمية المستدامة، مع التركيز على توسيع فرص الاستثمار في جميع أنحاء العالم.
– رغم أن العديد من البلدان النامية حصلت على استقلالها السياسي، فإن الاستقلال الاقتصادي الحقيقي يظل بعيد المنال ولا تزال هذه الدول متأثرة بالمؤسسات التي يهيمن عليها الغرب مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتي تستمر في تشكيل إمكاناتها التنموية وفي بعض الأحيان الحد منها.
– تعمل مجموعة البريكس على توحيد البلدان الأعضاء بها لمواجهة قوة الدولار وتقلباته المستمرة.
– لقد شهد العالم كيف أثرت السياسات المالية الأمريكية على بلدان أخرى، ففي عام 1971، أنهت الولايات المتحدة دعم الذهب للدولار الأمريكي، مما أدى إلى عدم استقرار العملة بالنسبة للدول التي تعتمد على الدولار.
– في الفترة الأخيرة منعت الولايات المتحدة بعض البنوك الروسية من استخدام نظام المدفوعات سويفت، وضغطت على إيران ماليا ورداً على ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطط لإنشاء نظام مدفوعات بديل لتجاوز العقوبات الأمريكية في التجارة مع إيران.
– خلال الفترة الأخيرة أيضًا أقرت الولايات المتحدة قانون إعادة الشراء (ريبو)، الذي يسمح لها بالاستيلاء على 300 مليار دولار أمريكي من أموال الدولة الروسية المجمدة بالفعل في البنوك الأمريكية وقد اعتبرت العديد من الدول هذه الإجراءات الأحادية المتزايدة غير مقبولة.
هل تؤثر مجموعة البريكس على الدولار؟
– لقد تزايدت التكهنات حول الحاجة إلى عملة احتياطية دولية جديدة، ولكن تقليل الاعتماد على الدولار لا يتطلب بالضرورة إنشاء عملة احتياطية دولية جديدة وما دامت البلدان قادرة على التجارة بثقة بعملات غير الدولار، فإنها تستطيع تخفيف تعرضها للدولار.
– أخذت مجموعة البريكس زمام المبادرة في تشجيع استخدام عملات تجارية متعددة، مما شجع الاتجاه المتزايد نحو استخدام العملات المحلية في المعاملات الدولية.
– تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي المسيس ونظام المدفوعات سويفت سيساعد على استقرار التجارة العالمية، مما يعود بالنفع على جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة. ومن شأن هذا النهج أن يخفض تكاليف المعاملات، ويقلل من تقلبات أسعار الصرف، ويعزز الثقة التجارية، ويزيد حجم التجارة، ويحفز النمو الاقتصادي الشامل.
ما هي أهمية البريكس؟
– لا تسعى مجموعة البريكس إلى الضغط أو تقييد أعضائها، بل تهدف إلى تمكينهم وتحريرهم. فهو يوفر منصة للتضامن والمساعدة المتبادلة، مما يسمح للدول الأعضاء بالسعي لتحقيق أهدافها التنموية دون تدخل سياسي خارجي.
– توفر البريكس أيضًا لأعضائها فرصًا معززة للاستثمار المتبادل، مما يمنح الأعضاء قدرًا أكبر من المرونة والمزيد من الخيارات عند الاستثمار في دول خارج مجموعة البريكس.
– التنوع والانتشار الجغرافي الواسع لدول البريكس أثبت أن الاختلافات الثقافية والتاريخية لا تشكل عائقًا أمام التعاون البناء من أجل الصالح العام.