حاز مسلسل «صوت وصورة» للنجمة حنان مطاوع على نسب مشاهدة عالية أثناء عرضه، واحتل مساحات عريضة على صفحات السوشيال ميديا، خاصة أنه ينتمي لنوعية الإثارة والتشويق التي تلقى دائمًا ترحاب كبير من قبل الجمهور.
صوت وصورة.. عمل جماهيري بميزانية متوسطة
المسلسل إنتاجيًا يأتي ضمن أعمال الميزانيات المتوسطة والتي تبتعد كثيرًا عن النجوم أصحاب العقود الكبيرة ماليًا وهذا شيء يحسب للشركة المنتجة التي راهنت على عدد من الوجوه بعضها معروف وبعضها له تجارب قليلة سابقة إلا أن الرهان الأكبر كان على نجمة العمل حنان مطاوع والتي نجحت بنسبة كبيرة في تأكيد وجودها ضمن أبطال الدراما المصرية والعربية.
الشخصية التي قدمتها حنان مطاوع في العمل هي لفتاة شعبية من الطبقة الفقيرة والتي تقف بجوار زوجها حتى تستطيع سداد ديونه بالإضافة إلى الإنفاق على أسرتها الصغيرة المكونة منها وزوجها وابنتها التي مازالت في طور الطفولة.
صوت وصورة.. أداء جيد للنجوم لكن ليس به جديد
رغم إجادة عدد كبير من نجوم العمل لأدوارهم إلا أنهم لم يأتوا بجديد خاصة أن شخصياتهم في العمل قد تكون مكررة وسبق لهم تجسيد شخصيات مشابهة من قبل، أي أنهم لم يخوضوا أي مغامرة بالمشاركة في هذا العمل سواء كانت مغامرة محسوبة أم لا.
حنان مطاوع أجادت في أداء دورها كفتاة من الطبقة الفقيرة إلا أن الحقيقة والواقع أن هذه الشخصية هي أكثر الشخصيات التي جسدتها على مدار أعمالها خلال السنوات الأخيرة ــ إن لم تكن لم تجسد غيرها ــ مما يعني أنها أجادت نفس الشخصية التي اعتادت عليها، ويجب أن تكتفي بهذا القدر من هذه الشخصية، وتحاول الدخول إلى مساحات جديدة لتجسيد شخصيات متنوعة ومن ثم تظهر موهبتها الحقيقية خاصة أنها بالفعل لديها إمكانيات فنية عالية ومن واجبها خوض تجارب مختلفة ولا تكتفي بمنطقة الأمان بالنسبة لها حتى تستطيع تأكيد جدارتها.
الكلام على حنان مطاوع ينطبق أيضًا على نجلاء بدر ومراد مكرم ــ محور الأحداث ــ وناردين فرج وولاء الشريف وأيمن الشيوي الذين أجادوا بالفعل لكن في نفس أدوارهم المعتادة، وإذا نظرنا إلى نجومنا الكبار سواء الراحلين أو الذين مازالوا على قيد الحياة سنجد أنهم كانوا يتعمدون تقديم شخصيات مختلفة ومتضادة في بعض الوقت حتى لا يمل الجمهور منهم.
صدقي صخر.. مشروع نجم يحتاج لمزيد من التجارب
ظهر خلال العمل أيضًا الفنان صدقي صخر ــ محامي المتهمة ــ الذي يمتلك بالفعل كاريزما وجاذبية شخصية قد تنبئ بظهور أحد نجوم الصف الأول الجدد في وقت ما إلا أن أداءه المتكرر والمحفوظ في أغلب أعماله ــ رغم اختلاف الشخصيات ــ قد يكون عائقًا أمامه نحو الصعود للقمة.
صدقي صخر من الفنانين الذين يجسدون أدوارهم التمثيلية بشخصياتهم الحقيقية ــ وهم للأسف كثر خلال هذه الأيام ــ حيث لا يبذل هؤلاء جهدًا للإمساك بتلابيب الشخصية التي يجسدونها في العمل الدرامي بما يعني أنه لا يهتم بمكنون الشخصية وخلفياتها المكتوبة في السيناريو.
لو تذكرنا دور صدقي صخر الصغير في مسلسل “بـ100 وش” سنجد أنه كان من الأثرياء وأحد أعضاء نادي الجزيرة، وكانت طريقة حديثه وردود أفعاله ونظراته متطابقة لانفعالاته وردود أفعاله في دور المحامي لطفي عبود الذي يأتي من خلفية ريفية ويتولى قضايا صغار الموكلين ولا يتقاضى منهم أجرًا.
صوت وصورة.. وليد فواز الأفضل بين زملاءه في المسلسل
الفنان وليد فواز من الاستثناءات في هذا العمل فقد أدى دورًا ليس بجديد عليه لكنه أجاد فيه بشكل كبير، حيث جسد دور المواطن الفقيرة الشكاء الذي لا يريد أن يعمل أو يجتهد وليس لديه أي طموح لكن في الوقت نفسه يريد الحصول على المال بأي شكل من الأشكال حتى لو على حساب كرامته.
الشاب عمرو وهبة ظهرت موهبته الحقيقية في مشهد بكاءه بعدما كشف مكان اختباء المتهمة ــ رضوى ــ حيث أدى المشهد ببراعة شديدة رغم أن شخصيته في “صوت وصورة” كانت لشاب خفيف الظل ومبتسم وهي شخصية قد تتشابه مع أعماله السابقة، لكن مشهد بكاءه كان دليلًا على موهبته وإجادته.
صوت وصورة.. حبكة درامية غير مكتملة
يوجد بعض الثغرات بالسيناريو، بالإضافة إلى وجود خلل في تسارع الأحداث وتدفقها وهو ما يؤكد أن المسلسل كان مكتوبًا ليكون 10 أو 15 حلقة لكن تمت زيادته ليكون 30 حلقة وهذا ظهر جليًا من خلال تكثيف الأحداث خلال الحلقات الأولى من العمل بينما بدءًا من الحلقة 13 أصبحت الأحداث بطيئة جدًا ومن فاته حلقة أو حلقتين لم يشعر بأي تغيير في الأحداث أو جديد.
حرص المؤلف محمد سليمان عبد المالك ــ وهو كاتب له أعمال كثيرة جيدة ورائعة ومميزة ــ على أن تكون نهاية كل حلقة بمثابة لغز يتم حلها في الحلقة التالية، إلا أن هذه الطريقة أصابت المشاهد بالملل الشديد خاصة أنه كان يكشف هذا اللغز بسهولة بدون أي حبكة أو فكرة في المشاهد الأولى للحلقة التي تتلوها.
تكرار تقنية اللغز بداية من الحلقة الـ14 وحتى الحلقة الـ 29 أفقد هذه الحيلة مهمتها في جذب الجمهور لدرجة أن البطلة اعترفت لمحاميها في الحلقة قبل الأخيرة أنها هي القاتلة الحقيقية، إلا أنها كشفت بعد ذلك لمحاميها إنها قالت هذا الاعتراف وهي ليست في وعيها الكامل.
المط والتطويل آفة دراما الـ 30 حلقة
المط والتطويل في العمل تسبب في تكرار الحوار في بعض الأحيان مثل الشكوى الدائمة لرضوى من الظروف والأحداث مع استخدام نفس المفردات التي تكررت منها لشقيقتها ولمحاميها وصديقتها والفتاة التي اختبأت عندها.
زيادة عدد الحلقة كان سببًا في أن يتحدث الضابط المكلف بالقضية في أمور اجتماعية ونفسية تخص المتهمة والمجتمع وهذا ليس دوره، وظهر ذلك أيضًا في حديث الضابط مع مساعده، ففي أحد المشاهد يتحدث المساعد عن القضية، فنهره الضابط وقال له:”أنا بتكلم عن أزمة مجتمع وليس القضية”.
كانت هناك بعض الخيوط الدرامية قد تنسف القضية من أساسها بالنسبة لجهات التحقيق مثل اختفاء كاميرا العيادة في ظروف غامضة بالإضافة إلى مسح ساعة كاملة من التسجيلات، فكيف يتم إغلاق القضية دون الإشارة إلى هاتين النقطتين بالإضافة إلى عدم اكتشاف الطب الشرعي وجود آلتين حادتين تم ارتكاب الجريمة بهما وهذا شيء يستحيل أن يمر مرور الكرام على الأجهزة المعنية.
كان من الأفضل أن يتم بناء شخصية إجرامية لشقيق المحامي الذي ظهر في نهاية العمل أنه القاتل الحقيقي، فكيف يكون دور القاتل الحقيقي هامشي طوال الحلقات ولا توجد له أي خلفيات إجرامية، بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف جريمته عن طريق الصدفة، والصدفة دائمًا ما تكون ضعيفة دراميًا.
صوت وصورة.. مشاكل إخراجية بسيطة لكنها مؤثرة
استطاع محمود عبد التواب في أول عمل له كمخرج أن يقدم منتج مقبول جماهيريًا وجذب المشاهدين بالفعل وذلك من خلال خبرته الكبيرة التي اكتسبها من عمله كمساعد مخرج في العديد من الأعمال المهمة، حيث مساعد مخرج في مسلسلات “تحت السيطرة” و”هذا المساء” و”لعبة تيوتن”، وعدد من الأفلام مثل “الفيل الأزرق 2″ و”ولاد رزق” و”نوارة”.
إلا أن هناك بعض المشاكل الإخراجية التي ظهرت كمشهد اعتراف القاتل الحقيقي وليد لشقيقه الذي هو في نفس الوقت محامي المتهمة المظلومة رضوى وهو ما يكشف لنا سوء اختيار شخصية “وليد” ــ ميس كاستينج ــ لأن هذا المشهد غاية في الأهمية وكان يجب أن يخرج أفضل من ذلك خاصة أن الإثنين ــ صدقي صخر المحامي وشقيقه أحمد ماجد ــ لم يجيدا الأداء رغم أن هذا المشهد من مشاهد الماستر سين في العمل وكان يجب أن يقوم المخرج بإعادة تصوير المشهد مرات عديدة حتى يصل لأفضل أداء من الممثلين.
المسلسل تم تصويره أجزاء كبيرة منه في شقق سكنية بمنطقة وسط البلد مما جعل بعض الديكورات تتشابه لحد كبير، مثل ديكور منزل رضوى ومنزل والدها ومكتب المحامي.