نجاح جماهيري كبير حققه مسلسل «عمر أفندي» الذي أذيع خلال الأيام الماضية على مدار 15 حلقة، وهو من تأليف مصطفى حمدي وإخراج عبد الرحمن أبو غزالة ومن إنتاج منصة شاهد وبطولة أحمد حاتم، آية سماحة، مصطفى أبو سريع، رانيا يوسف، محمد رضوان، ميران عبد الوارث، محمد عبد العظيم، وعدد آخر من النجوم.
انتشار إفيهات المسلسل على لسان الجماهير ومتابعي السوشيال ميديا خير دليل على النجاح الجماهيري، علاوة على الصراع الهزلي الذي حدث حول إفيه «حاجة 13 خالص» والتي تم ترديده على لسان أبطال العمل، خاصة بعدما ظهر علينا الفنان علي الطيب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وأكد أنه هو الذي أعاد هذا الإفيه إلى الحياة مرة أخرى بعدما اجتهد في تقديم شخصية وديع البساطي بمسلسل «أهو ده إللي صار»، لنفاجأ فيما بعد أن النجم الكبير نجيب الريحاني قال هذا الكلام في أحد أعماله وأيضًا الفنان إسماعيل ياسين في فيلم «ابن حميدو».
التنقل بين الأزمنة، سواء العودة إلى الوراء أو الذهاب إلى المستقبل واحدة من التيمات الدرامية المكررة والمعروفة والتي تم تقديمها كثيرًا من قبل في مصر على مستوى السينما، وقد تكون الأولى تليفزيونيًا ــ على ما أعتقد ــ ورغم نجاح المسلسل جماهيريًا إلا أن هناك العديد من الاتهامات طالت هذا العمل الذي كان ينقصه الاهتمام ببعض التفاصيل والديكورات الخاصة بفترة الأربعينيات.
في اعتقادي أن السبب الرئيسي في نجاح هذا العمل هو رغبة الكثير من الناس في رؤية ومشاهدة فترة الأربعينيات بنقائها وطيبتها ــ عصر ما قبل السوشيال ميديا والموبايل ــ والهدوء الذي كان يعيشه الناس في النصف الأول من القرن العشرين والربط بين هذين العصرين وكيف أن البطل عاش هاتين المرخلتين ولعل ذلك كان سببًا في إقبال الجمهور على العمل والتغاضي عن الكثير من التفاصيل المهملة.
أغلب المشاهدين تمنوا أن يكونوا مكان أحمد حاتم الذي عندما تضيق عليه الدنيا بكل ضغوطاتها في وقتنا الحالي يهرب إلى الأربعينيات ويهنأ براحة البال وهدوء الأعصاب ويجلس تحت الشجرة بصحبة حبيبته ــ آية سماحة ــ ويهرب من تجبر وتكبر وتسلط زوجته ــ ميران عبد الوارث ووالدها إلى بساطة وسلامة نية حبيبته.
النجاح الجماهيري هو المعيار الأول والأهم بالنسبة لشركات الإنتاج، وإذا تم تخيير المنتج بين عمل جيد غير ناجح، وعمل ناجح جماهيريًا لكنه غير جيد فنيًا، بكل تأكيد سيختار النجاح الجماهيري دون النظر إلى المستوى وهذا ما حدث مع «عمر أفندي»، مسلسل متوسط فنيًا لكنه استطاع جذب نسبة كبيرة من الجمهور في موسم غير درامي من الأساس.
أحمد حاتم استطاع قدر الإمكان تقديم الشخصية بكل تفاصيلها وكانت هذه التجربة بمثابة تأكيد على أحقيته في تقديم البطولة المطلقة خاصة أنه يمتلك الكاريزما والشخصية التي تؤهله لذلك، مع الوضع في الاعتبار أن الدور به لمحة كوميدية قد لا يجيدها حاتم في الأساس لكنه استطاع أن يساير الشخصية واستغلال السيناريو في صناعة كوميديا الموقف.
«عمر أفندي» كان فرصة جيدة لعدد كبير من النجوم حتى يؤكدوا نجاحهم وأحقيتهم في التواجد في السوق الدرامي المصري، مثل الفنان الكبير محمد عبد العظيم الذي يثبت مع كل عمل يشارك فيه أنه من ممثل كبير وقماشة مختلفة يستطيع تقديم أي دور من منظوره الخاص، ومهما كان هذا الدور تم تقديمه من قبل عشرات المرات إلا أن لمسات عبدالعظيم على الدور تكون مختلفة تماماً وتعطيه طعم مختلف.
مصطفى أبوسريع اعتبره البعض فاكهة المسلسل وهو كذلك بالفعل فأبوسريع لديه ماكينة كوميديا ومواقف ضاحكة لا تتوقف وهذا ظهر جلياً منذ ظهوره وليس الآن، بداية من مسلسل «الكبير أوي» مرورًا بفيلمي «يوم مالوش لزمة» و«بيت الروبي» ليكون صاحب الإفيه الأشهر في رمضان الماضي من خلال مسلسل «العتاولة» وجملة «المال الحلال أهوه».
أما الفنان الكبير محمد رضوان قدم دور التاجر اليهودي بطريقته الخاصة وبلمسة كوميدية بعيداً الكاراكتر اليهودي المكرر في الدراما المصرية الذي يقول «يا خبيبي»، أما الفنان أحمد سلطان فهو يحتاج فرصة حقيقية ومساحة أكبر وسنرى نجماً كبيراً خاصة أن له أسلوبه الكوميدي الخاص به.