أسئلة مشروعة حول فيلم «الملحد»

اقرأ فى هذا الموضوع

أسئلة مشروعة حول فيلم «الملحد»

لست بصدد الدفاع أو الهجوم على فيلم الملحد، فالعمل مازال حبيس الأدراج ولا أحد يعرف حتى كتابة هذه السطور هل هذا الفيلم سيظهر للنور أم لا، لذلك فمن الواجب على المسئولين أو صناع العمل أو كل من يعرف معلومة صحيحة أن يفصح عن سبب تأجيل العرض أو المنع النهائي كما تردد في الساعات الأخيرة.

رغم كل هذا الغموض المريب إلا أنه يجب علينا طرح بعض الأسئلة المشروعة في محاولة لفهم حالة الرفض الشعبي للفيلم أو استتاج أسباب تأجيل عرض «الملحد» بدون تحديد الموعد الجديد للعرض، مما يعني أن مصير الفيلم مازال معلقًا حتى الآن ويجب علينا توجيه الأسئلة التالية للجميع سواء كانوا جمهور أو مسئولين.

– هل يمكن لأحد أن يصدر حكمًا مسبقًا على عمل فني أو أي منتج قبل مشاهدته أو معرفة ما يدور بداخله، فهل تكفي الانطباعات المسبقة لإصدار حكمًا نهائيًا على فيلم ما؟، والإجابة المنطقية بالطبع لا.

– هل الفيلم يدعو الإلحاد أو يكرس لهذه الفكرة؟، والرد الطبيعي لهذا التساؤل هو أنه لا يمكن أن يحدث ذلك خاصة أن الفيلم حصل على كل التصاريح والموافقات والرقابة على المصنفات الفنية قرأت السيناريو وأجازته، ووفقًا لتصريحات تليفزيونية للمنتج أحمد السبكي فإن النص عُرض أيضًا على الأزهر الشريف مما يعني أن العمل لا يوجد به ما يضر الدين الإسلامي من وجهة نظر صُناعه.

– هل ظاهرة الإلحاد لها تواجد في مصر أم لا؟، الحقيقة الدامغة أن هؤلاء موجودون بالفعل، وهناك رجال دين ومتشددين أبناؤهم صاروا ملحدين بسبب القسوة المبالغ فيها من جانب الوالد الذي يريد أن يكون ابنه نسخة منه وهذا صعب جدًا خاصة مع تغير الأجيال ووجود وسائل ووسائط جديدة تحول دون ذلك.

– هل سيتسبب فيلم «الملحد» في خروج عدد كبير من مشاهديه عن الملة أو يتركون دينهم؟، الرد على هذا التساؤل هو أن هذا الطرح غير منطقي من الأساس، فالفن والدراما ينقلان الواقع ولا يصنعانه، ومهما كانت قوة العمل فلا يمكن أن يكون له مثل هذا التأثير القوي والجبار.

– هل تحول للإلحاد عدد كبير من الشباب وأنكروا وجود الخالق سبحانه وتعالى بعدما شاهدوا الفيلم  الذي يحمل نفس الاسم ــ «الملحد» ــ الذي كتبه وأخرجه نادر سيف الدين وتم إنتاجه عام 2014 وكان من بطولة صبري عبد المنعم وليلى عز العرب وياسمين جمال، والإجابة أن الضجة التي رافقت ــ ملحد إبراهيم عيسى ــ هي السبب في ذلك فالفيلم الأول مر مرور الكرام بدون أي خوف أو قلق من جانب الجمهور.

– هل لو كان مؤلف الفيلم شخص آخر غير إبراهيم عيسى المعروف بمواقفه السابقة ضد الإسلاميين ــ رغم أن والده كان إمام مسجد وشقيقته منتقبة بحسب تصريحات تليفزيونية منسوبة للمؤلف ــ أو أن اسم العمل تغير من الملحد إلى أي اسم آخر هل كان سيواجه بنفس الهجوم المسبق؟، أعتقد أن اسم إبراهيم عيسى هو السبب الرئيسي في هذه الضجة المفتعلة.

– هل الأفضل هو منع عرض هذه النوعية من الأعمال وعدم الخوض فيها ورفضها من الأصل؟، الإجابة المنطقية لا خاصة أن هناك أعداد ليست بالقليلة من الملحدين في مصر بالفعل، وهذا العمل لم يعرض بعد، فالملحدين موجودين في مجتمعنا ولا ينتظرون فيلمًا أو عملًا فنيًا حتى تزداد أعدادهم.

الخلاصة أن المنع ليس حلًا فأغلب الأعمال التي تم منع عرضها أو تم تأجيلها لأجل غير مسمى عادت وشاهدها الجمهور وتسبب منع عرضها في زيادة انتشارها وفوجئ الجمهور بعد ذلك أن هذا العمل لا يوجد به ما يمنع عرضه لكن في الأغلب هذه الأعمال تصل إلى المشاهد بأي طريقة كانت سواء بالعرض أو التسريب.

اقرأ أيضاً :
قد يهمك ايضاً :