طائفة الحشاشين، من أكثر الطوائف في التاريخ الإسلامي إثارة للجدل، فعلى مدار أكثر من 1400 سنة هي عمر الدين الإسلامي، لم نشاهد جدلًا وخلافًا ومعارك مثما التي دارت حول الحشاشين والدليل على ذلك أنه يتم تقديم مسلسل عنها باسم “الحشاشين” خلال الموسم الدرامي الرمضاني 2024 من بطولة النجم كريم عبد العزيز، في السطور التالية يرد موقع معلومة نيوز على كل الأسئلة التي تدور حول طائفة الحشاشين ومؤسسها حسن الصباح.
من هو حسن الصباح ومن هم الحشاشين؟
حسن الصباح مؤسسة طائفة الحشاشين وهو ما يعرف أيضًا بالدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية قد ولد في بلاد فارس ــ إيران ــ وذلك عام 430هـ 1037، وقد ولد ــ بحسب عدد من المؤرخين ــ في أحد معاقل الشيعة الإثنى عشرية وهي “قم”.
نشأ حسن الصباح في بيئة شيعية اثنى عشرية كاملة الأركان ثم بعد ذلك انتقل مع أسرته إلى الرى مركز نشاطات الطائفة الإسماعيلية، فاتبع الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وكان عمره حينها حوالي 17 سنة.
هل الحشاشين مسلمين؟
كما يعلم الجميع فإن طائفة الحشاشين مسلمين شيعة، وهم من أخطر الطوائف والفرق الإسلامية وقد تم تأسيسها على يد حسن الصباح عام 1090 ميلاديا، ثم بعد ذلك اتخذ قلعة آلموت فى فارس مركزاً لنشر دعوته.
قام الصباح بترسيخ أركان دولته، التي انفصلت عن الفاطميين فى أواخر القرن الخامس الهجرى لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، وطبقًا لما جاء في كتاب “حركة الحشاشين، تاريخ وعقائد أخطر فرقة سرية فى العالم الإسلامى” للدكتور محمد عثمان الخشت ــ رئيس جامعة القاهرة ــ أنه كان على حسن الصباح أن يختار المكان الذى سيلتقى فيه هو وأتباعه والذى ستظهر منه مُعتقدات الحشاشين ونشاطهم الاغتيالى.
قام حسن الصباح بتأسيس فرقة مُكونة من أكثر المخلصين للعقيدة الإسماعيلية وسماها “الفدائيون”، وقد تم تدريب هذه الفرقة على الأسلحة المعروفة آنذاك ولا سيما الخناجر، وتم تعليمهم الاختفاء والسرية، وأن يقتل الفدائى نفسه فى حالة الخطر قبل أن يبوح بكلمة واحدة من أسرارهم.
ما سبب تسمية الحشاشين بهذا الاسم؟
سبب تسمية الحشاشين بهذا الاسم كان موضع خلاف كبير بين المؤرخين والمعنيين بهذا الأمر، فالبعض يرى أن هذا الاسم جاء بسبب تعاطي مقاتلي طائفين الحشاشين لنبات الحشيش المخدر، لكن إحقاقًا للحق لم يثبت في المراجع أو النصوص الإسماعيلية أنهم كانوا يستخدموا الحشيش، كما أن المؤرخين الرئيسيين للنزاريين مثل الجوينى الذين نسبوا كل أنواع الدوافع والمعتقدات لدى الطائفة، لم يذكروهم “بالحشاشين” أي المتعاطين للحشيش.
البعض الآخر يرى أن سبب تسمية الحشاشين بهذا الاسم إلى أن الأصل الاشتقاقى لكلمة الحشاشين هو Assassin، وهو يعني “القتلة” وكانت هذه التسمية أيضًا كان يطلقها الفرنسيون الصليبيون على الإسماعيلية الذين كانوا يفتكون بملوكهم وقادة جيوشهم.
أما الرواية الأكثر تداولًا وربما تكون الأكثر صدقًا في سبب تسمية الحشاشين بهذا الاسم هو أن الحشين كان يعتبر لدى هذه الطائفة أحد وسائل تجنيد الأتباع، حيث كان يقوم مؤسس الطائفة ــ حسن الصباح ــ بأخذ الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الـ12 و الـ20 عامًا بتخديرهم بمخدر خاص قيل أنه الحشيش.
بعد أن يسكر ويتخدر الشباب يقوم حسن الصباح بأخذهم إلى حدائق خاصة ــ رائعة الجمال ولم يشاهدوا مثلها من قبل ــ حيث تم إنشاءها لهذا الغرض حيث تحتوى على ما لذ وطاب من المأكولات والجوارى الحسان، ويخلى بينهم وبينها للاستمتاع فيها، ثم بعد ذلك يقوم بإفاقتهم من سكرتهم وإعادتهم إلى حضرته ليطلب منهم بعد ذلك إن أرادوا خلوداً فى الجنة التى أذاقهم جزءاً من نعيمها أن ينفذوا ما يطلبه منهم.
كيف تم القضاء على حسن الصباح؟
في شهر مايو من عام 1124 مرض حسن الصباح ــ مؤسس الحشاشين ــ مرضًا شديدًا وشعر باقتراب الهاية فقام باختيار خليفة له وهو “كيا بزرك أميد” ــ برزجميد ــ وكلف عدد آخر من أتباعه بشئون الدعوة للطائفة، وآخرون لإدارة القوات، وطلب من الجميع أن يعملوا مع بعضهم البعض دون اختلاف أو مشاحنات حتى يظهر الإمام المستتر و يتولى شئون الطائفة.
وبالفعل توفى حسن الصباح في يوم 23 مايو 1124 فى قلعة ألموت ليتم طي صفحة واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ ورغم كشف الكثير من أسرار هذه الطائفة إلا أن هناك الكثير أيضًا لا نعرفه حتى الآن.