مازال علماء العالم وعشاق الحضارة المصرية ودارسو علم “المصريات” ينظرون ويتابعون باندهاش الظاهرة الأهم والأغرب في العالم والتي لازالت مستمرة منذ عشرت القرون ألا وهي تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني مرتين كل سنة وذلك داخل معبد «أبو سمبل» الذي يعتبر واحد من أهم المزارات والمقاصد السياحية على مستوى العالم.
أين يقع معبد «أبو سمبل»؟
يقع معبد «أبو سمبل» داخل محافظة أسوان وهو واحد من أشهر وأهم المعابد الأثرية في مصر والعالم وذلك لأنه يشهد الظاهرة الأثرية والفرعونية الأهم في العالم وهي تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة.
قام ببناء هذا المعبد الملك رمسيس الثاني رمسيس الثاني (حوالي 1303 ق.م – 1213 ق.م)، أشهر ملوك مصر من عصر الدولة الحديثة، ويُعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وحكم مصر في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 67 عاماً.
معبد «أبو سمبل» من الداخل
تم بناء معبد أبو سمبل في النوبة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر حيث تم قطعه كاملاً في الجبل، ويشتهر المعبد بتماثيله الأربعة الضخمة جالسة والتى تزين واجهته، والتي انهار أحدها بسبب زلزال قديم ولا تزال بقاياه على الأرض، وتقف ثماثيل الملك الضخمة على جانبي الصالة الرئيسية المؤدية إلى قدس الأقداس، حيث تجلس أربعة آلهة: آمون رع، ورع حورآختي، وبتاح، ورمسيس الثاني مؤلهاً.
تم بناء المعبد بدقة عالية لتدخل أشعة الشمس في المعبد يومين في السنة، في 22 فبراير و 22 أكتوبر، وتعبر الصالة الرئيسية، وتضيء التماثيل الموجودة في عمق المعبد، ويعتقد أن هذه التواريخ تتوافق مع تتويج وميلاد رمسيس الثاني.
يقع إلى الشمال، معبداً آخر من الصخور معروف باسم المعبد الصغير، مكرس للإلهة حتحور والزوجة الملكية العظمى لرمسيس الثاني، الملكة نفرتاري، وعلى واجهة المعبد الصغير، تقف تماثيلها الضخمة بنفس حجم تماثيل زوجها، في مثال نادر جدًا.
تم نقل المعبدين من موقعهما الأصلي في عام 1968 بعد بناء السد العالي بأسوان، الذي هدد بإغراقهما، وتم الانتهاء من عملية النقل بفضل الجهود الدولية التي قادتها اليونسكو، وتم قبول المعبد في قائمة مواقع التراث العالمي في عام 1979.
متى تدخل الشمس معبد «أبو سمبل»؟
تتكرر ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني داخل معبد «أبو سمبل» مرتين كل عام، الأولى في 22 فبراير والثانية في 22 أكتوبر.
تتسلل أشعة الشمس داخل ممر المعبد بطول 60 متراً وصولاً إلى حجرة قدس الأقداس، وفى قدس الأقداس يجلس الملك رمسيس الثانى بجوار 3 تماثيل أخرى لمعبودين لدى القدماء المصريين، ويرجع علماء الآثار سببها هو الإعلان عن بدء موسم الزراعة فى أكتوبر والحصاد فى فبراير.
لحظة تعامد الشمس داخل معبد «أبو سمبل»
كيف تم نقل معبد «أبو سمبل»
تعد عملية نقل المعبد من على ضفاف النيل وتقطيعه ووضعه في مكان اخر عام 1964 بعد تعرضه للغرق من أعظم عمليات نقل الآثار التي تمت في العالم نظرًا لحجم المعبد والتفاصيل الموجودة بداخله.
تم نقل المعبد من مكانه الأصلي عد عمل شاق تحققت المعجزة الهندسية ونجحوا في التحدي الأكبر في أعقد عملية هندسية في التاريخ لأكبر عملية نقل حجرية عرفتها البشرية وهو تعامد أشعة الشمس علي قدس الأقداس الذي يحتوي على أربعة تماثيل، يتوسطهم تمثال الملك رمسيس الثاني، كل عام مرتين، في حدث فلكي نادر شيده الملك رمسيس ومهندسوه منذ آلاف السنين.
سبب نقل معبد «أبو سمبل»
بعد قرار السد العالي تبينت مصر أن المعبد مهدد للغرق فقررت نقله ولكن قرار النقل عملية صعبة ومعقدة لابد أن يكون أساسها المحافظة على سلامة هذا الصرح التاريخي الفريد، ولصعوبة المهمة أدركت مصر أنها أمام مهمة صعبة للغاية فلجأت إلى اليونسكو عام 1959م بعدما تقدم ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك بطلب لليونسكو لأنها الجهة المعنية بالحفاظ على الآثار.
بدأت أكبر عملية هندسية وأثرية متعددة الجنسيات لإنقاد معبد أبو سمبل، فقامت ألمانيا والسويد وفرنسا وإيطاليا بتجميع مهندسين وعلماء آثار لعرض مقترحاتهم فكان الإقتراح الأول هو ترك المعبد تحت الماء ونقوم بتغطيته والزيارات ستكون بالنزول إليه عن طريق مصاعد كهربية.
وكان الاقتراح الثانى بأن يتم تركيب المعبد فى مركب كبيرة وسيتم تصعيده بطريقة ذاتية مع إرتفاع المياه، وكانت المقترحات كلها فيها إحتمالية الفشل حتى جاء مستر «جينى ماتك ويب» واقترح بأن يتم قطع المعبد إلى مكعبات ويتم ترقيمها وبعدها يتم لصقها بنفس الترتيب.
تم تنفيذ فكرة “جيني ماتك ويب” عام 1964م حيث بدأ نقل المعبد بمشاركه 2000 مهندس ومقاول من جميع دول العالم تحت إشراف مصرى خالص، وتطلبت الخطة التي إعتمدها الخبراء والمهندسين أن ينقل المعبد الضخم بتماثيله الهائلة إلى ارتفاع 65 مترًا فوق سطح النهر، وإلى 200 متر إلى الجانب داخل الجبل بعيدا عن النهر، وأن يعاد تركيبه على تلة صناعية بدقة متناهية.
تكلفة نقل معبد «أبو سمبل»
كلفت عملية نقل معبد أبوسمبل أكثر من 35 مليون دولار، وجمعت التبرعات من مصادر دولية عديدة في حملة تكفلت بها منظمة اليونسكو وتصدرت معظم الصحافة العالمية عناوين تنادي بانقاذ معبد أبو سمبل من الغرق، واستجابت 51 دولة من دول العالم للمساهمة فى إنقاذ هذا التراث العالمى الفريد.