أنواع جديدة من الزواج ظهرت خلال الفترة الأخيرة لاقت رواجًا كبيرًا بين الناس، والكثير من المسلمين يبحثون عن كيفية إتمامه ورغم أنها بعضها حلال وبعضها الآخر حرام إلا أننا نسلط الضوء عليها حتى يعلم الجميع مدى إمكانية إتمام هذه الزيجات من عدمها.
ما هو الزواج المسيار
لفظ المسيار في اللغة العربية مشتق من كلمة السير، ولفظ مسيار في حد ذاته يعتبر صيغة مبالغة من كثرة السير والترحال، مما يعني أن الزوج كثير كثير السير أو يكثر الضرب في الأرض ولا يسكن عند أهله بينما يكون وجوده في البيت كالزائر تمامًا بسبب مقتضيات عمله وأشغاله الكثيرة.
زواج المسيار في حد ذاته قد يكون عقدًا مستوفي الأركن والشروط شرعًا لكن يتضمن أيضًا إسقاطًا لبعض حقوق الزوجة على زوجها برضاها التمام، فعلى سبيل المثال تتنازل الزوجة عن فكرة أن يقيم أو يبيت الرجل في منزل الزوجية الذي اختاره لزوجته، أو أن تتنازل الزجة عن النفقة أو أن تظل ماكثة في بيت أهلها أو بيت أبنائها من زوجها السابق.
يجب أن يكون عقد الزواج على طريقة المسيار تمت إقامته بناءًا على اعتبار رضا الزوجين، والوليِّ وشاهدي عدلٍ، بالإضافة إلى التزام الزوج بدفع المهر المفروض، مع العلم أنه لا يجوز عقد الزواج إذا كان سرًّا مكتومًا، خاصة أن الشرط الأساسي في عقد الزواج هو الإشهار والإعلان حتى يتم التفرقة بين النكاح من السفاح.
زواج المسيار حلال أم حرام
من ضمن شروط جواز وشرعية عقد المسيار عدم وجود توقيت معين يحدِّده الطرفان ثمَّ ينفصلان بعد مرور تلك المدَّة، فإنَّ هذا نكاح المتعة وهو حرام شرعًا طبقًا للشريعة الإسلامية لا سيما أن مشروعية النكاح آتية من السكن النفسيُّ والاستقرار العائلي ورعاية الأهل والأولاد والمودة والرحمة.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم ــ القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” سورة الروم، الآية رقم ٢١.
حتى يكون زواج المسيار حلال شرعًا يجب أن تكون الزوجة راضية عن إسقاط بعض حقوقها وذلك ليتسنَّى لها حفظُ عرضها وقطعُ أسباب الفساد بإشباع الغريزة واجتناب الفاحشة، بالإضافة إلى تلبية رغبتها الأساسية في الأمومة ووجود ذرية لها.
زواج المسيار يكون صحيحًا إذا تم اسيتفاء الشروط الشرعية ويترتَّب عليه جميع آثاره الشرعية من حِل الجماع والاستمتاع، بالإضافة إلى ثبوت النسب وحرمة المصاهرة وحُسن المعاشرة ودوامها والتوارث.
ما هي حقوق الزوجة في زواج المسيار؟
في زواج المسيار تتنازل المرأة عن حق النفقة والمبيت والمسكن، وربما المهر، ولكنه يجب أن يكون موثقًا المحاكم الشرعية في الغالب، وبحسب بعض الفقهاء المعتبرين فإن تنازل المرأة عن حقها في النفقة والسكنى والمهر والمبيت يعتبر أمراً مبطلاً بعقد الزواج.
إسقاط حق المرأة في المطالب بالمهر والنفقة يخالف نظام الزواج من جهةٍ ويتنافى تمامًا مع النصوص الشرعية الآمرة والناهية من جهةٍ ثانيةٍ، وذلك طبقًا للحديث النبوي “مَا كَانَ مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَإِنْ كَانَ مِائَةَ شَرْطٍ”.
في حالة رضا المرأة التنازل عن المهر أو عن النفقة أو عن جزءٍ منهما من غير اشتراطٍ مسبقٍ فلا مانع من ذلك لأنه حقُّها، فهو في حكم تنازُلها عن حقِّ الإرث إلى غيرها من غير اشتراطٍ مسبقٍ.
ما الهدف من زواج المسيار؟
من الممكن اعتبار زواج المسيار مفيد لبعض السيدات ومن هذه النقطة يجوز إتمام هذه الزيجة، فبحسب بعض الفقهاء المعتبرين الذين يقولون:”إن تنازلت المرأة عن حقِّها في المبيت أو إسقاطُ حقها في اقتسام حقوقها في زوجها مع زوجاته الأخريات كأن يكون لها في أيام معينة، أو في النهار دون الليل فالظاهر جوازُه تيسيرًا للمرأة لأسباب الزواج والإنجاب، سواءٌ للمرأة العانس التي تقدَّم بها العمر دون زواجٍ أو تلك التي تزوجت لكنَّها فارقت زوجها لموتٍ أو طلاقٍ، ففي هذا الزواج قطعُ مداخل الفساد والإفساد.
قد يكون زواج المسيار حلًا لكثير من المشاكل وللتغلب على أزمات العنوسة ومحاولة احتواء إحدى السيدات اللاتي لا تجدن رجل يحميها، لكن يجب أن يكون ذلك الزواج مطابقًا للشريعة الإسلامية حتى لا يتم التلاعب بالبنات والسيدات ولحمايتها من بعض المتلاعبين.
هل يجوز زواج المسيار دون علم ولي الأمر؟
طبقًا للكثير من الفقهاء أصحاب الفتاوى الوسيط فقد أكدوا أن النكاح لا يصح ولا يتم من غير ولي وذلك طبقًا للحديث الشريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ”.